الجمعة، 22 أبريل 2011

كتاب الحج


كتاب الحج
قال الله تعالى: ﴿ولله عَلى النَّاس~ حج الْبيتِ منِ ا  سَتطاع إليهِ سبِيلاً﴾ وكان صلي الله
عليه وسلم يقول: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
فقيل: يا رسول الله ما بر الحج؟ قال إطعام الطعام وطيب الكلام وإفشاء السلام، وفى رواية
الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن، وكان صلي الله عليه وسلم يقول: تابعوا ما بين
الحج والعمرة فإنهما تنقيان الفقر والذنوب، كما ينقى الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وكان
يقول: إن آدم عليه السلام أتى البيت الحرام ألف أتية لم يركب فيهن قط من الهند على رجليه،
وكان صلي الله عليه وسلم يقول: استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع فى الثالثة: قال
ابن عمر رضى الله عنهما: لما هبك آدم من الجنة قال الله: إنى مهبط معك بيتاً أو منزلاً
يطاف حوله كما يطاف حول عرشى، ويصلى عنده كما يصلى حول عرشى، فلما كان من
الطوفان رفع فكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه فبوأه الله لإبراهيم فبناه من خمسة أجبل
جبل جراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير، وكان يقول أوحى الله إلى آدم عليه السلام
أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث، قال وما يحدث على يارب؟ قال: مالا تدرى
وهو الموت. قال وما الموت؟ قال سوف تذوقه، قال من أستخلف من أهلى؟ قال أعرض ذلك
على السموات والأرض والجبال فعرض على السموات فأبت، وعلى الأرض فأبت وعرض
على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم من أرض الهند حاجاً فما أكل وشرب فى
منزل نزل فيه إلا صار عمراناً بعده وقرى حتى قدم مكة، فاستقبلته الملائكة بالبطحاء فقالوا
السلام عليك يا آدم بر حجك أما أنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفى عام، والبيت يومئذ من
ياقوته حمراء جوفا، ولها بابان من يطوف يرى من فى جوف البيت، ومن فى جوف البيت
يرى من يطوف، فقضى آدم نسكه، فأوحى الله تعالى إليه: قضيت نسكك؟ قال نعم يارب، قال:
فسل حاجتك تعط، قال حاجتى أن تغفر لى ذنبى وذنب ولدى، قال أما ذنبك يا آدم فقد غفرناه
حين وقعت بذنبك وأما ذنب ولدك فمن عرفنى وآمن بى وصدق رسلى وكتابى غفرنا له ذنبه،
وكان صلي الله عليه وسلم يقول من مات فى طريق مكة ذاهباً أو راجعاً لم يعرض ولم
يحاسب وفى رواية غفر له، وكان يحث على النفقة فى الحج من وجه حلال أو كسب يد،
ويقول إذا خرج الحج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله فى الركاب فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه
مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج
بالنفقة الخبيثة فوضع رجله فى الركاب فنادى لبيك نادى مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك
زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور، والواجب فى حج الفرض أن يكون
خالصاً فى نيته وقصده سالماً مما يشغل باله من التجارة وغيرها، ومن عجز فليقل اللهم
غفرانك، وكان صلي الله عليه وسلم يحث على التواضع فى الحج ولبس الخلق من الثياب
اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال أنس: وحج رسول الله صلي الله عليه وسلم على
رحل رث وقطيفة لا تساوى أربعة دراهم، ثم قال اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة، وكان
يحث على تعجيل الحج عند الاستطاعة ويقول تعجلوا إلى الحج يعنى بالفريضة فإن أحدكم لا
يدرى ما يعرض له، فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتعرض الحاجة، وكان يرخص
للأقارب والأجانب أن يحجوا عمن مات وفى ذمته حجة الإسلام أو النذر ويقول: حجوا عنهم،
وكان كثيراً ما يفسر قوله تعالى: ﴿منِ ا  سَت َ طاع إليهِ سبِيلاً﴾ بالزاد والراحلة، وينهى عن
ركوب البحر عند ارتجاجه ويقول: من ركب البحر عند ارتجاجه فمات برئت منه الذمة.
وكثيراً ما كان يقول لا تركب البحر إلا حاجاً أو معتمراً أو غازياً فى سبيل الله عز وجل فإن
تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً، وكان صلي الله عليه وسلم ينهى عن سفر المرأة للحج أو
غيره مسيرة يومين أو ثلاثة إلا بمحرم يصحبها ويقول لا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم أو
زوج أو أب أو ابن أو أخ، وكان صلي الله عليه وسلم يحث النساء بعد حجة الإسلام أن يلزمن
قعور بيوتهن، وقال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر.
وكانت نساء النبى صلي الله عليه وسلم كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة
بنت زمعة وكانتا تقولان والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم
يقول هذه الحجة ثم عليكن بالجلوس على ظهور الحصر فى البيوت، وكان يقول ألا لا يحج
أحد عن غيره حتى يحج عن نفسه، وكان صلي الله عليه وسلم يقول: أيما صبى حج به أهله
فمات أجزأت عنه فإن أدرك فعليه الحج وأيما رجل مملوك حج به أهله فمات أجزأت عنه،
فإن عتق فعليه الحج.
باب فى الإحرام
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أراد الإحرام يغتسل ويتطيب بأطيب ما يجد،
ويرخص فى الإحرام للحائض والنفساء، ويقول تغسل الحائض والنفساء وتحرم وتقضى
المناسك كلها غير أن لا تطوف بالبيت، وكان يقول يهل أهل المدينة من ذى الحليفة ويهل أهل
الشام من الجحفة ويهل أهل نجد من قرن المنازل، ويهل أهل اليمن من يلملم ويهل أهل
العراق من ذات عرق، ثم يقول هل لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج
والعمرة، فمن كان دونها فمهلة من أهله حتى أهل مكة يهلون من مكة. وكان صلي الله عليه
وسلم يقول ليحرم أحدكم فى إزار ورداء ونعلين، فإن لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما
أسفل من الكعبين. وكان صلي الله عليه وسلم إذا أراد الخروج للإحرام ادهن بدهن ليس له
رائحة، ولم يحج صلي الله عليه وسلم من المدينة بعد فريضة الحج إلا حج الوداع، وكان
صلي الله عليه وسلم يعلم الناس كيفية إحرامهم ويقول للنساء أصحاب الضرورات: حجى
واشترطى وقولى اللهم محلى حيثما حبستنى فإنك إن حبست، أو مرضت فقد حللت من ذلك
بشرطك على ربك عز وجل، قال ابن عباس رضى الله عنهما إن النبى صلي الله عليه وسلم
لم يحج من المدينة غير حجة واحدة وهى حجة الوداع فأهل بحجة مفرداً فلما بات بوادى
العقيق قال: إنه أتانى الليلة آت من ربى عز وجل فقال صلى الله عليه وسلم فى هذا
الوادى المبارك وقل عمرة فى حجة فقرن عند ذلك، فلما دخل مكة قال لأصحابه أحلوا من
إحرامكم بطواف البيت واسعوا بين الصفا والمروة وقصروا، ثم أقيموا حلالاً يحل لكم كل شئ
حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا الذى قدمتم متعة، فقالوا كيف نجعلها متعة وقد
سمينا الحج؟ فقال افعلوا ما أمرتم ولكن لا يحل منى إحرام حتى يبلغ الهدى محله، وفى رواية
لولا هديى لحللت فتعاظم ذلك عندهم وضاقت به صدورهم وردوا عليه القول، فدخل على
عائشة رضى الله عنها وهو غضبان فرأت الغضب فى وجهه، فقالت من أغضبك أغضبه الله،
قال وما لى لا أغضب وأنا آمر فلا أتبع ثم خرج من عندها وأمر معاوية أن يأخذ من شعره
صلي الله عليه وسلم فتبعه الناس حين ذاك فكانت هذه هى متعته ولم يزل محرماً حتى نحر
الهدى يوم النحر، وقال دخلت العمرة فى الحج إلى الأبد، وإن لم ينوها، وكان ذلك كفعله عام
الحديبية، وقال ابن عباس رضى الله عنهما: قال صلي الله عليه وسلم لأصحابه فى حجة
الوداع حين أراد الإحرام: من أراد الإحرام منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن
يهل بحج فليهل، ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل فتقسم الناس ثلاث فرق فكان منهم من أهل
بعمرة وتمتع بها إلى الحج فلم يتوجب عليهم فسخ الحج إلى العمرة، ومنهم من أهل بحج
وعمرة وهم الذين رخص لهم النبى صلي الله عليه وسلم فى فسخ الحج إلى العمرة، ومنهم من
أهل بحج وساق فلا يحل من إحرامه حتى يبلغ الهدى محله فلما دخلوا مكة جميعاً فمن كان
أحرم بالعمرة طاف وسعى وحلق وحل له الطيب والمخيط، ومن كان محرماً مقلداً للهدى
فطاف وسعى حتى إذا كان يوم عرفة وقف بها وحلق ورمى ثم حل من إحرامه، وكذلك من
كان قارناً، وقد وقع فى حجة الوداع خلاف كبير بين العلماء هل أحرم بحج أو عمرة أو قارناً،
وقد صحت الأحاديث بذلك كله وأصل شبهة الخلاف فى ذلك أنه صلي الله عليه وسلم أحرم
بذى الحليفة ملبياً للحج وكذلك أصحابه رضى الله عنهم، فلما بات بوادى العقيق قال لهم قولوا
لبيك اللهم عمرة فى حجة فقرنوا عند ذلك، فلما دخلوا مكة جميعاً أمر من لم يكن معه هدى أن
يتمتع، فلما أبوا إلا كفعله وعزم عليهم فسخوا جميعاً، ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان فكان ذلك
تخفيفاً على الناس، فقال رجل يا رسول الله أرأيت متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال رسول
الله صلي الله عليه وسلم بل هى للأبد، قال ابن المسيب رضى الله عنه فدخلت العمرة بذلك فى
الحج وإن لم ينوها، ثم قال وبلغنى أن رجلاً شهد عند عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه
سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه ينهى عن العمرة قبل الحج،
وكان يقول: أتانى جبريل فأمرنى أن آمر أصحابى أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية، وفى
رواية أتانى جبريل فقال كن عجاجاً ثجاجاً، والعج التلبية والثج نحر البدن.
وكان صلي الله عليه وسلم يقول إذا لبى أحدكم فليقل لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك
لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وكان بعض الصحابة رضى الله عنهم
يزيد على هذه التلبية لبيك وسعديك والخير بيديك والرغبة إليه والعمل ونحو ذلك من الكلام،
ورسول الله صلي الله عليه وسلم يسمع ذلك فلا يرد عليهم شيئاً، وكان صلي الله عليه وسلم
كلما فرغ من تلبيته سأل الله عز وجل رضوانه والجنة، واستعاذ برحمته من النار، وكان
صلي الله عليه وسلم يقول يلبى المعتمر حتى يستلم الحجر الأسود والحاج يلبى حتى يرمى
جمرة العقبة، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يستحبون للملبى إذا فرغ من تلبيته، أن يصلى
ويسلم على رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأن يكثر من الاستغفار والدعاء لأمور دينه
ودنياه، وكان صلي الله عليه وسلم يقول لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة ولا البرنس ولا
السراويل ولا ثوباً مسه ورد ولا زعفران ولا الخفين. وكان صلي الله عليه وسلم يقول لا
تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين وما مس الورد والزعفران من الثياب، ولتلبس ما
أحبت من ألوان الثياب معصفراً أو خزاً أو حلياً أو سراويل أو قميصاً، وكان يقول من لم يجد
نعلين فليلبس خفين ومن لم يجد إزاراً فليلبس سراويل، وكان يأمر بترك الطيب فى الإحرام
ونزع المخيط ويقول لمن رآه متضمخاً بالطيب اغسله ثلاثاً. وكان صلي الله عليه وسلم ينهى
عن تغطية الرأس ويرخص فى الاستظلال من الحر أو غيره. وكان يقول فى المحرم إذا مات
اغسلوه بماء وسدر وكفنوه فى ثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً.
وكان يرخص لمن به أذى من رأسه من قمل ونحوه أن يحلقه أو يسرحه ومن به أذى من
حوصل أن يغطيه وكان يرخص للمحرم فى الغسل للجنابة والنبرد وغسل الرأس بسدر
ونحوه.
وصل فى دخول مكة
كان صلي الله عليه وسلم إذا دخل مكة دخل من الثنية العليا التى بالبطحاء، وإذا خرج
خرج من الثنية السفلى. وكان يرفع يديه إذا رأى البيت ويقول: ترفع الأيدى فى الصلاة وغذا
رؤى البيت وعلى الصفا والمروة وبجمع وعند الجمرتين وعلى الميت، وكان إذا رأى البيت
قال: اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من كرمه وشرفه ممن حجه أو
اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً، اللهم أنت السلام ومنك السلام فأحيينا ربنا بالسلام
وادخلنا دار السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، والسنة إذا دخل البيت أن يقصد
مصلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فيصلى فيه ولا يرفع بصره إلى سقف البيت ويحمد الله
تعالى ويثنى عليه ويسأله ويستغفره، وكان ابن عمر رضى الله عنه يتوخى المكان الذى أخبره
به بلال رضى الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلى فيه. وكان إذا دخل البيت أتى
ما استقبل من دبر الكعبة فوضع وجهه وخده عليه وحمد الله تعالى وأثنى عليه وسأله
واستغفره ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح
والثناء على الله عز وجل والمسألة والاستغفار، وكان لا يخلف بصره موضع سجوده حتى
يخرج من الكعبة، وكان إذا دخل المسجد الحرام أول ما يبدى بالطواف فيستلم الحجر أو يقبله،
وإن كانت زحمة أشار إليه ويرمل ثلاثاً أو يمشى أربعاً.
وكان صلي الله عليه وسلم يستلم الركن اليمانى ويقول إن استلامه يحط الخطايا حطاً،
وكان يذكر الله تعالى فى طوافه بالأذكار المأثورة، فإذا فرغ من طوافه صلى ركعتين خلف
المقام يفعل ذلك كل أسبوع ثم يخرج من باب الصفا للسعى بين الصفا والمروة، فيسعى بينهما
من غير رمل إلا بين الميلين الأخضرين، فإنه يسرع مشيه مقارباً خطاه. وكان يبدأ إذا سعى
بالصفا ويقول ابدءوا بما بدأ الله به، وكان صلي الله عليه وسلم يحسب الذهاب مرة والعودة
مرة أخرى، ويختم السبعة الأِواط بالمروة ويحلق عندها أو يأخذ من شعره ثم يحل من إحرامه
ويلبس المخيط ويفدى ما عليه من دم إن كان وهذه كيفية أعمال العمرة ويزاد للمفرد والقارن
على ذلك من الأعمال الوقوف بعرفة مع استدامة الإحرام، فإذا وقف فليكثر من الدعاء
والاستغفار وكثرة التضرع والابتهال إلى النفر.
والسنة أن يكون خروج الناس غير مؤذ للبهيمة بالسوق ونحوه، فإذا نفر فليبت
بمزدلفة إن نزل بها الحاج وليصل الصبح بها ويقف بالمشعر الحرام مكثراً من الاستغفار
والتضرع، ثم يسير إلى منى فيرمى جمرة العقبة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاه ويذكر الله
بما شاء ثم ينحر ما معه من الهدى. ثم يحلق رأسه أو يقصر ثم يطوف بالبيت ويسعى بين
الصفا والمروة ثم يرجع إلى منى فيقيم إلى أن ينفر فيرمى كل جمرة من الثلاث بسبع حصيات
عند زوال الشمس ثم يأخذ فى أسباب حاجته وما هو محتاج إليه فى طريقه ولا حرج على من
خالف هذا الترتيب فقد قال صلي الله عليه وسلم فى خطبته فى حجة الوداع حين سئل عن
تقديم بعض هذه الأمور عن بعض فقال: افعل ولا حرج. وكان على رضى الله عنه يقول ما
سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن شئ قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج والله تعالى
أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق